الكروم هو عنصر معدني أساسي يُعتبر من المعادن النزرة، مما يعني أن الجسم يحتاجه بكميات صغيرة جدًا. يُعتبر جزءًا هامًا من الأنظمة الغذائية المتوازنة ويلعب دورًا أساسيًا في عدة عمليات حيوية في جسم الإنسان. يُرمز له بالرمز الكيميائي Cr، وهو أحد المعادن الانتقالية الموجودة في المجموعة السادسة من الجدول الدوري.
الكروم ليس معدنًا مركبًا يحتوي على معادن أخرى، بل هو عنصر نقي يوجد في الطبيعة بكميات صغيرة جدًا. يمكن أن يُستخرج من بعض المعادن مثل الكروميت (FeCr2O4) الذي يُعتبر خامًا أساسيًا للحصول على الكروم الصناعي.
ومع ذلك، الكروم الغذائي يرتبط بعناصر أخرى في الجسم ليكوّن أملاحًا ومركبات قابلة للامتصاص والاستفادة منها. يمكن أن يوجد الكروم في صورة كروم ثلاثي التكافؤ (Cr+3)، وهو الشكل الغذائي المفيد للجسم، بينما توجد أشكال أخرى مثل الكروم السداسي التكافؤ (Cr+6)، وهو شكل سام وغير مفيد للاستخدام البشري.
الكروم يساهم في تعزيز فعالية الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستوى الجلوكوز في الدم. لذا، يُعتبر الكروم ضروريًا للحفاظ على مستويات ثابتة من السكر في الدم، مما يجعله مفيدًا بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من السكري أو مقدمات السكري.
بفضل دوره في تحسين فعالية الأنسولين، قد يُحسّن الكروم من حساسية الأنسولين، وهو أمر مهم للوقاية من اضطرابات التمثيل الغذائي مثل متلازمة الأيض.
تُظهر بعض الأبحاث أن الكروم قد يساهم في تقليل مستويات الكوليسترول السيئ (LDL) وزيادة الكوليسترول الجيد (HDL)، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
يُعتقد أن الكروم قد يساعد في التحكم في الشهية وتقليل الرغبة في تناول السكريات والكربوهيدرات، مما يجعله مفيدًا في برامج إنقاص الوزن.
بفضل دوره في التمثيل الغذائي للسكريات، يساهم الكروم في تحسين استقلاب الطاقة من خلال المساعدة في تحويل الجلوكوز إلى طاقة تُستخدم من قبل الخلايا.
الكثير من مكملات الكروم تُستخدم في عالم الرياضة لبناء العضلات، حيث يُعتقد أنه يساعد في زيادة الكتلة العضلية وتحسين الأداء الرياضي.
يمكن الحصول على الكروم من عدة مصادر غذائية تشمل:
إذا كانت احتياجات الجسم من الكروم غير ملباة من خلال الطعام، يُمكن تناول مكملات الكروم، المتاحة على شكل كبسولات أو أقراص. يجب استشارة الطبيب قبل البدء في تناول أي مكمل غذائي لتحديد الجرعة المناسبة.
الكروم يُعتبر معدنًا نادرًا في النظام الغذائي ولكنه ذو أهمية بالغة لعدة أسباب:
علاقته الوثيقة بفعالية الأنسولين تجعله فريدًا مقارنةً ببعض المعادن الأخرى التي لا تؤثر بشكل مباشر على تنظيم مستوى السكر في الدم.
الجسم يحتاج فقط إلى كميات صغيرة من الكروم، ولكن نقصه يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة، بما في ذلك اضطرابات التمثيل الغذائي وزيادة مخاطر الإصابة بالسكري.
الكروم يُستخدم من قبل الرياضيين لتحسين الأداء الرياضي وبناء العضلات، ويعتقد أنه يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين.
هناك العديد من الاستخدامات العلاجية المقترحة للكروم، بما في ذلك:
أحد أهم الاستخدامات العلاجية للكروم هو إدارة مستويات السكر في الدم، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من النوع الثاني من مرض السكري. بعض الدراسات تشير إلى أن مكملات الكروم قد تُحسن من استجابة الأنسولين وتقلل من مقاومته.
الكروم قد يساعد في تقليل مخاطر أمراض القلب من خلال تحسين مستويات الكوليسترول وتحسين الدورة الدموية.
أظهرت بعض الدراسات أن تناول مكملات الكروم قد يكون مفيدًا للأشخاص الذين يحاولون إنقاص وزنهم، حيث يساعد في تقليل الرغبة الشديدة في تناول الطعام ويُحسن التمثيل الغذائي للكربوهيدرات.
يُنصح بالحصول على الكروم من الأطعمة الطبيعية في النظام الغذائي اليومي لضمان حصول الجسم على الكمية المطلوبة دون الحاجة إلى مكملات.
إذا كنت تعاني من نقص في الكروم، يمكن للطبيب أن يوصي بتناول مكملات غذائية تحتوي على كروم ثلاثي التكافؤ، وهو الشكل الأكثر أمانًا وفعالية. الجرعة اليومية المُوصى بها تتراوح عادة بين 20 إلى 45 ميكروغرام، وقد يوصي الطبيب بجرعات أعلى في حالات مرض السكري أو السمنة.
الكروم ليس له استخدامات موضعية واسعة النطاق في الطب التقليدي، ولكنه يوجد في بعض مستحضرات العناية بالبشرة كمكون إضافي.
الكروم معدن نادر ولكنه أساسي للحفاظ على صحة الجسم، حيث يلعب دورًا هامًا في تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين حساسية الأنسولين، ودعم صحة القلب، والمساهمة في فقدان الوزن. يمكن الحصول عليه من الأطعمة أو من خلال المكملات الغذائية تحت إشراف طبي.